کد مطلب:240902 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

الامور بیدالله عزوجل
روی الشیخ الصدوق بإسناده إلی ابن بزیع قال:

«كان عندی جاریتان حاملتان فكتبت إلی الرضا علیه السلام أعلمه ذلك، و أسأله أن یدعو الله تعالی أن یجعل ما فی بطونهما ذكرین، و أن یهب لی ذلك، قال: فوقع علیه السلام أفعل إن شاء الله تعالی.

ثم ابتدأنی علیه السلام بكتاب مفرد نسخته: بسم الله الرحمن الرحیم عافانا الله و إیاك بأحسن عافیة فی الدنیا و الآخرة برحمته؛ الأمور بیدالله عزوجل یمضی فیها مقادیره علی ما یحب، یولد لك غلام و جاریة إن شاء الله تعالی فسم الغلام محمدا، و الجاریة فاطمة علی بركة الله تعالی. قال: فولد لی غلام و جاریة علی ما قاله علیه السلام». [1] .

قوله علیه السلام: «الأمور بید الله عزوجل» كلمة سائرة علی الألسن و من ثم حسن عدها فی الأمثال، و منها البیت لقائله الملا السبزواری:



أزمة الأمور طرا بیده

و الكل مستمدة من مدده



قال فی شرحه: المصراع الأول إشارة إلی التوحید الذاتی، و الثانی إلی الأفعال، [2] و الكلمة الرضویة تعلیم للناس، التوحید فی الأفعال من الرزق و غیره و فی موردها طلب الولد الذكر اثنین من الجاریتین و لكن إرادة الله جل جلاله كانت فی واحد منها ذكرا و الآخر أنثی، و لیس كل ما یریده العبد كائنا؛ لنه لو استجیب كل دعاء لبطلت حكمة الرب تعالی.

ثم إن العبد إذا علم أن الأمور كلها بید الله عزوجل لم یجب تعجیل ما أخره الله و لاتأخیر ما عجله الله بل یرضی بما قدر له من تعجیل أو تأخیر، و لاینافی ذلك



[ صفحه 104]



الطلب؛ لأنه من الرضا، و السعی فی الرزق و غیره، كیف لاوقد قال تعالی: «و أن لیس للإنسن إلا ما سعی - و أن سعیه سوف یری» [3] نعم الواجب علی الساعی المعرفة بأن كل شی ء تحت طوع إرادة الله جل جلاله و لیس معنی ذلك الجبر الباطل و لاالتفویض الذی تقوله الیهود بل أمر بین أمرین كما فی الحدیث، [4] و فی قوله تعالی: «إن هو إلا ذكر للعالمین - لمن شاء منكم أن یستقیم - و ما تشاءون إلا أن یشاء الله رب العلمین». [5] إشارة إلی الوسط إذ أسند الله المشیئة إلی الشائی أولا ثم نفاها و أثبتها لنفسه تعالی و الجمع بینهما هو الوسط.



[ صفحه 105]




[1] عيون الأخبار 220:2.

[2] المنظومة في الحكمة المتعالية ص 8، للملاهادي سبزواري المتوفي 1289 ه.

[3] النجم: 40 - 39.

[4] البحار 12:5.

[5] التكوير: 29 - 27.

و لايخفي أن نظيرة الكلمة الرضوية قد جاءت في كلام السجاد عند وقوفه علي قبر النبي صلي الله عليه و آله «... و أصحبت الأمور بيدك فلا فقير أفقر مني». الوسائل 269:10.